إشارة “قف”… تلك القطعة المعدنية التي تتحكم في مصيرك!

0 تعليقات 87 مشاهدات
A+A-
إعادة ضبط

مرحبًا بكم في الحلقة الجديدة من مسلسل “قواعد المرور التي لا يلتزم بها أحد”، ونجم حلقتنا اليوم: إشارة “قف”… أو كما يسميها البعض: “اقتراح وقوف”!

دعونا نبدأ بالحقائق. إشارة “قف” عبارة عن لوحة حمراء ثُمانية الأضلاع، كُتب عليها “قف” بخط واضح، لأن القانون يحب أن يكون مباشرًا… لكن السائق العربي، كالعادة، يرى الأشياء من منظور خاص جدًا. بالنسبة للبعض، هذه الإشارة ليست أمرًا، بل استشارة. هل أتوقف؟ هل أبطئ؟ هل أتظاهر بالتوقف؟ القرار صعب، والضغط كبير، والنتيجة غالبًا… بوق طويل من السيارة الخلفية بمعنى (تحرك ياغشيم ) !!.

“قف”… أو لا “تقف”… تلك هي المسألة!

على الورق، إشارة “قف” هي حجر الزاوية في تنظيم حركة المرور. فهي تهدف إلى:

  • إعطاء السائق لحظة تفكر وتأمل قبل اقتحام تقاطع لا يعلم ما ينتظره فيه.

  • منع الحوادث الناتجة عن “عشوائية القرار اللحظي”.

  • حماية المشاة الذين يحاولون عبور الشارع .

لكن على أرض الواقع، البعض يتعامل مع “قف” كما يتعامل مع الإعلانات الترويجية في التلفزيون: يتجاهلها، أو يمرّ بجانبها بسرعة، وكأنها لم تكن.

كيف يتعامل الناس مع “قف”؟

دعونا نصنّف أنواع السائقين أمام إشارة “قف”:

  1. الفيلسوف المتأمل: يتوقف فعليًا، ينظر يمينًا، يسارًا، للأعلى، للأسفل، ثم يبدأ في التفكير الوجودي: “هل فعلاً يجب أن أتحرك؟ أم أن في التوقف راحة؟”

  2. المتظاهر بالالتزام: يبطئ سرعته للحظة، ثم يواصل سيره وكأنه يقول للإشارة: “أوقفت نفسي نفسيًا، وهذا يكفي.”

  3. سائق المركبة الفاقد للأمل: لا يرى الإشارة أصلًا. هو يرى فقط الطريق المفتوح وحلمه بالعودة إلى المنزل.

  4. الطالب المتأخر عن الدوام: يرى إشارة “قف” كعقبة يجب تدميرها..

من ضحية هذه الإشارة؟

الضحايا كُثر، لكن أولهم هم السائقون المساكين الذين يلتزمون فعلًا، ويتوقفون، فيجدون خلفهم من “يزمر” وكأنه يقول: “ليش واقف؟ يالك من غشيم!”. المشاة أيضًا ليسوا في أمان، فعبورهم عند إشارة “قف” يشبه لعبة “الحجلة” مع السيارات.

والأغرب من ذلك؟ وجود بعض السائقين الذين يتوقفون عند “قف” وسط شارع فارغ تمامًا الساعة 3 صباحًا ويأخذ له غفوة برهة من الزمن،  تحية لهم، فهم آخر سلالة الملتزمين!

هل هناك حل؟

ربما نحتاج إلى إعادة تصميم إشارة “قف”، لتكون أكثر تأثيرًا على الوجدان. ماذا لو كتبنا عليها:

“قف… أمك تنتظرك في البيت.”
أو
“قف… لأن التأمين لا يغطي الغباء.”

أو ربما نحتاج إلى تقنيات جديدة، مثل إشارات تتحدث: “قف يارجال أو قف يا زلمة أو قف يا أفندم أو صديق لازم  سيارة وقف! فيه ناس غيرك تستخدم الطريق!”، أو كاميرات تسجل كل من لا يتوقف، وتعرض صوره على لوحات في الشارع بعنوان: “المطلوب للعدالة المرورية”.

الختام: “قف” ليست اختيارية

في النهاية، مهما سخرنا، “قف” ليست نكتة. هي إشارة بسيطة لكنها تساهم بشكل كبير في انقاذ الحياة والممتلكات الخاصة والعامة . الالتزام بها ليس دليل على ضعف أو تأخر عقلي، بل دليل على الوعي. والشارع ليس حلبة سباق، ولا ساحة معركة. كلنا نريد أن نصل سالمين… وليس أن نكون ترندًا في نشرات الحوادث.

ففي المرة القادمة التي ترى فيها إشارة “قف”، لا تسأل نفسك “هل أتوقف؟”، بل فقط: قف… وارتقِ.

اترك تعليقًا

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
هل أنت متأكد من رغبتك في إلغاء الاشتراك؟

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. نفترض أنك موافق على ذلك، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا رغبت في ذلك. موافق اقرأ المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00